فلسطين أون لاين

أكد أن حق العودة جزء من معركة التحرير

حوار المفكر بشور: القضية الفلسطينية تتعرض لمؤامرة دولية

...
معن بشور
بيروت-غزة/ نور الدين صالح:
  • تصاعد المقاومة بداية إزالة كابوس الاحتلال عن أرض فلسطين
  • النفوذ الأمريكي يتراجع في العالم وعلى الفلسطينيين استثمار ذلك
  • جُملة من المتغيرات طرأت على المشهد الفلسطيني بعد مرور 75 عامًا على النكبة

أكد أحد مؤسسي المنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين المفكر معن بشور أن القضية الفلسطينية تتعرض لمؤامرة دولية كبيرة بمشاركة بعض الأطراف العربية، مشدداً على أن القضية الفلسطينية عادت تتصدر المشهد العربي والدولي بفعل قوّة المقاومة في الوقت الراهن.

وقال بشور في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين": إن "المؤامرة على القضية الفلسطينية دولية، وشارك فيها بعض المسؤولين العرب، هي مؤامرة قديمة، ولكنها مستمرة، ومن أبرز مظاهرها محاولة محو آثار النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني".

وأضاف أن "من بين معالم المؤامرة أيضاً محاولة الإيحاء بأنه لم تعد حاجة لعودة الفلسطينيين المُشردين منذ النكبة وعددهم بالملايين إلى وطنهم فلسطين، وهو ما يؤكد محالات تصفية حق العودة".

وشدد على أن "حق العودة جزء لا يتجزأ من معركة التحرير، فلا يمكن أن يتحقق واحد منهما دون الآخر"، مشيراً إلى أن هذه المعركة هي جزء من الحق الفلسطيني في النضال ومواجهة المشروع الاستعماري الذي يستمد قوته من الإدارة الأمريكية بالدرجة الأولى.

وتابع: "الإدارة الأمريكية تشهد في هذه الأيام تراجعاً يُمكن أن يستفيد منه الفلسطينيون ومعهم العرب والمسلمون لإنهاء الاحتلال الظالم"، داعياً إلى تجسيد الوحدة الوطنية بين القوى الفلسطينية وترجمتها عملياً وصولاً لإزالة السرطان الموجود في المنطقة المُسمى (إسرائيل).

وحول الحملات المشبوهة التي تقودها بعض الجهات الخارجية ضد فلسطينيي الخارج، قال بشور، إنها جزء من المؤامرة الأصلية التي استهدفت احتلال اليهود لأرض فلسطين وتشريد أهلها ومواصلة سياستها العنصرية من قمع واستيطان وملاحقات واغتيالات وغيرها.

وشدد على أن هذه الحملات تحظى بدعم من الممولين الصهاينة في العالم ودول استعمارية كبرى تجد في الكيان الصهيوني آخر معاقلها في منطقتها، التي يحرصون على الهيمنة عليها وعلى مواردها.

وعد أن هذه الأسباب تشكل دافعاً للتركيز على حق العودة باعتباره مفتاح تحرير فلسطين وإزالة الكيان الغاصب عن أرضها. 

جُملة مُتغيرات

وبيّن أن هناك جُملة من المتغيرات التي طرأت بعد مرور 75 عاماً على النكبة الفلسطينية، أبرزها وجود مؤشرات عديدة لبداية إزاحة كابوس الاحتلال الجاثم في المنطقة، أولها تصاعد المقاومة على الأرض التي لا ينكرها أحد في المنطقة.

والمتغير الثاني وفق بشور، هو أن الكيان بدأ في التآكل داخلياً في ظل احتدام الصراعات التي تؤشر على إمكانية نشوب حرب داخلية بين مكوناته، ما يعجل بانهياره.

وأوضح بشور أن المتغير الثالث يتمثل بتعاظم الوعي العربي والإسلامي والعالمي يوماً بعد آخر تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، مستدلاً بخروج المسيرات المناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني في مختلف البلدان العربية والأوروبية.

وأكد أن الشعب الفلسطيني لا يزال متمسكاً بحق عودته للأراضي المحتلة وأفشل رهان الاحتلال القائم على أن "الكبار يموتون والصغار ينسون"، مضيفاً: "الشبان الذين ينفذون العمليات البطولية وُلدوا بعض النكبة وتوقيع اتفاقية أوسلو، لكنهم يخرجون بأقوى مقاومة عرفتها المنطقة في التاريخ".

ونبّه إلى أنه "لا يمكن لأحد إسقاط حق العودة ولا يمكن التنازل عنه، فهو حق لكل فلسطيني بأن يعود لأرضه التي هجره الاحتلال منها، محملاً مسؤولية استمرار الاحتلال وضياع حقوق الشعب الفلسطيني إلى حالة التشرذم في بعض الدول العربية والإسلامية التي ساهمت دولة الاحتلال بإقامة كيانها فوق أرض فلسطين".

ورأى أن التحركات العربية والإسلامية سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي لا ترتقي لحجم المسؤولية التي تتطلب الدفاع حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته، متهماً بعض حكام الدول العربية التي تلتزم الصمت تجاه القضية الفلسطينية بالتواطؤ مع الاحتلال.

قرارات دولية

تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة أصدرت سلسلة من القرارات الدولية التي تؤكد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجّروا منها، وأبرزها (194).

وينص القرار الأممي رقم (194) الصادر بتاريخ 11/12/1948، على إنشاء لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة وتقرير وضع القدس في نظام دولي دائم وتقرير حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم في سبيل تعديل الأوضاع بحيث تؤدي إلى تحقيق السلام في فلسطين في المستقبل. 

وعلّق المفكر العربي، بقوله إن هذه القرارات صدرت في زمن كانت موازين القوى تسمح لها بالصدور، لكن هذه الموازين تغيّرت على المستوى العالمي خصوصاً مع انهيار إلى حد كبير في الأنظمة العربية التي كانت متمسكة في هذا الحق.

وأشار إلى انهيار بعض الدول الصديقة للشعب الفلسطيني ما أدى الى تجاهل هذه القرارات والتراجع عن بعضها مثل القرار (3379) الذي يعد الصهيونية حركة عنصرية.

وينص القرار (3379) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 نوفمبر 1975، على أن "الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري". وطالب القرار جميع دول العالم بمقاومة الأيديولوجية الصهيونية التي حسب القرار تشكل خطرًا على الأمن والسلم العالميين.

وبيّن بشور أنه جرى إلغاء في أعقاب استجابة الأمم المتحدة للضغوط الأمريكية، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تدعم الكيان وتشكل غطاءً له على مختلف الأصعدة لذلك تواصل ممارسة ضغوطها على بعض الدول.

واستدرك: "لكن تطور المقاومة وزيادة الوعي العربي والإسلامي والعالمي حول الحقوق الفلسطينية ساهما بانحسار الرواية الصهيونية في العالم".

ورأى أن كل المحاولات الرامية لإزاحة القضية الفلسطينية عن تصدر المشهد في العالم قد باءت بالفشل بفعل تزايد المقاومة وتراجع النفوذ الأمريكي، مشيراً إلى زيادة وتيرة التجاوب العالمي مع قضية فلسطين في مختلف الدول بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.

في السياق انتقد بشور ضعف الموقف الرسمي العربي والإسلامي، إزاء القضية الفلسطينية وحق العودة، واصفاً مواقف بعض الدول الرسمية بـ "المتخاذل والمتآمر على الحق الفلسطيني".

وشدد على وجود تواطؤ دولي واسع ضد مصالح الشعب الفلسطيني في ظل الانحياز الكبير للاحتلال الإسرائيلي، مجدداً التأكيد أن المعركة مع المشروع الفلسطيني تتقدم بفضل المقاومة وتصدع الكيان وتراجع نفوذه على مستوى العالم.